نصائح هامة لتنمية الإبداع عند الأطفال

نصائح هامة لتنمية الإبداع عند الأطفال

الإبداع عند الأطفال شيء يولد معهم، وهو بريق يسري في عروقهم، ولكن يفقدونه بشكل تدريجي مع تقدمهم في العمر. فبحلول الوقت  الذي ينتهي فيه الأطفال من التعليم الابتدائي، يصبح تفكيرهم أكثر ثباتا وصلابة.

ومع ذلك، يمكن تنمية الإبداع عند الأطفال من خلال الاهتمام بنمو الطفل الذهني والعاطفي، لذلك يمكن للآباء مساعدة الأطفال في تنمية مهارات الإبداع للأطفال من خلال التوقف عن خنق الفضول الطبيعي وحب الإبداع للطفل، والسماح لهم باستكشاف الأشياء من تلقاء أنفسهم.

لذلك إليك بعض الوسائل تساعدك في تنمية إبداع وذكاء الطفل:

أجب عن الأسئلة بأسئلة أخرى:

الأطفال يحبون طرح الأسئلة والآباء يميلون إلى إعطاء الإجابات المباشرة، ولكن بدلا من إعطاء إجابات مباشرة، قم بطرح أسئلة أخرى مثل: "برأيك ما هي الإجابة الصحيحة؟" أو "لماذا تعتقد أن هذا الصواب؟".

وإذا كانت إجابة الطفل صحيحة، فاسأله لماذا تعتقد أن الجواب صحيح وقدم له مكافأة تشجيعية، وإذا كانت إجابته خاطئة، فاسألها لماذا كانت تعتقد أن هذا هو الجواب الصحيح.

قدر تفكير طفلك واشرح له الإجابة الصحيحة، وشجعه على إيجاد الحلول واستخلاص النتائج، وحل المشاكل بطريقة إبداعية.

اكتشاف الإجابات معا:

في بعض الأحيان يطرح الأطفال أسئلة لا يعرف الآباء لها إجابة أو غير متأكدين منها، وبالتالي قد يشعر الأب أو الأم بالحاجة إلى التغلب على الجهل، أو الرد بعبارة "لا أعرف".

يمكنك أن تستبدل العبارة السابقة بعبارة أخرى تفتح مجالا لاكتشاف الإجابة سوية، وهي "دعونا نكتشف الإجابة الصحيحة". وابحث مع طفلك على الإنترنت، وشجع طفلك على قراءة الكتب، وقم بشراء الكتب المناسبة لعمره وشاركه قراءتها. وتذكر أيضا أن التجارب والرسوم التوضيحية مفيدة للطفل إذا كنت متأكدا منها.

لا للإجهاد في العمل المدرسي:

العمل المدرسي مهم، ولكنه ليس كل شيء فالدراسة المفرطة وكثرة الواجبات المنزلية أمر يقتل الإبداع عند الطفل. لذلك يجب السماح للأطفال بالاسترخاء أو أخذ قيلولة مناسبة، وقراءة كتاب مثير للاهتمام، أو إخراج الطفل للتنزهه أو مشاهدة فيلم جميل.

تحدث عن أشياء مختلفة تهم طفلك وتلفت انتباهه، ويعد اللعب وسيلة مهمة لتعزيز الإبداع، فيمكنك إعطاء طفلك الفرصة للعمل وفق طابع مختلف مع دعمه بالأفكار وتبادل الأدوار بينكما.

مكافأة الطفل:

في بعض الأحيان، يحتاج الطفل إلى الدعم والتشجيع كلما حقق جهدا أكبر أو دراجات عالية، ويمكن أن تردد الأم على مسامع طفلها "أنا فخورة بجهودك".

كما يجب تشجيعه في المقابل أيضا إذا لم يحصل على تقدم ملحوظ في اختباراته أو دروسه وواجباته. فعلى سبيل المثال يمكنك أن تخبر الطفل: "أنا أعلم أنك اجتهدت وفعلت ما في وسعك بجد، وهذا هو أكثر أهمية لي من الدرجات".

الاختراع والإبداع:

اللعب يمكن أن يكون الوقت المناسب للإبداع، لذلك يجب عليك شراء اللعب ذات الاستخدام المفتوح مثل المكعبات أو الألعاب التي تحتوي على الكثير من القطع بحيث يمكن لطفلك إنشاء هياكل جديدة منها كل يوم. وهناك إمكانات بسيطة كالقلم والورق التي تعد وسائل قديمة لتطوير الإبداع.

السبب الرئيسي الذي يحد من قدرة طفلك على الإبداع:

أظهرت بعض الدراسات التي أجرت مقارنة بين الأطفال الأكثر إبداعاً، والآخرين الذين لا يمتلكون أي نوع من الإبداع، أن القيود التي يفرضها الآباء على أطفالهم هي السبب الأساسي في الحد من قدرتهم الإبداعية.​​

القيود التي يفرضها الآباء على أبنائهم والتي لا يمكن التخلّي عنها مثل الأعمال المنزلية، وتحديد موعد محدد للنوم، قد تكون السبب في إحباط أية عملية إبداعية عند الأطفال، كما تدفعهم للتفكير بأنانية.

أستغلال المواهب:

وفي دراسة أخرى استهدفت الأصول التي ينتمي إليها أفضل الموسيقيين والفنانين والرياضيين والعلماء حول العالم، استخلص أخصائي علم النفس "بنجامين بلوم"، أن آباء هؤلاء المبدعين لم يكونوا يوماً مغرمين بفكرة تربية أطفالهم كي يصبحوا نجوماً، إلى جانب عدم ممارستهم الرقابة الصارمة على هؤلاء الأطفال، بل على العكس، فقد تركوا كل شيء يمضي بشكل طبيعي وعندما جاءت اللحظة التي ظهر فيها شغفهم تجاه شيء ما، هنا جاء دور هؤلاء الآباء الذين أظهروا الدعم الكامل لأبنائهم.

على سبيل المثال، لم يتعلم كبار عازفي البيانو على أيدي صفوة المعلمين، ولكنهم تعلموا في البداية على يد بعض المعلمين المحليين المتواجدين بالقرب من منازلهم، فكان شغفهم بتعلم الموسيقى والعزف على الآلات الموسيقية شيئاً فطرياً، وليس من خلال دروس الموسيقى، حتى أن "اسحاق بيرلمان" بدأ فى تعلم العزف على الكمان بعد أن تم رفض قبوله في مدرسة الموسيقى.

التدريب عائق أمام التطور:

احتدمت النقاشات حول عدد الساعات المطلوبة كي يصبح الشخص خبيراً في حرفة ما، وذلك منذ أن أشاع "مالكوم جلادويل" أطروحته " 10000 ساعة من التدريب" والتي يشير من خلالها إلى أن النجاح في شيء ما يعتمد على الوقت الذي نقضيه في الممارسة الفعلية له، والذي انتقده البعض معللين أن عدد الساعات المطلوبة يختلف من مجال لآخر ومن شخص لآخر.

وكشفت بعض الأبحاث عن الأسئلة التي يجب طرحها عندما يتعلق الأمر بإتقان مهارة أو حرفة ما، فالسؤال الأول الذى يطرح نفسه هل من الممكن أن يصبح الوقت الذى نقضيه أثناء التدريب هو العائق الأساسي أمام تطورنا فى مجال ما؟ والسؤال الثاني هو عن الدوافع التي تحرك البشر لممارسة مهارة ما لآلاف الساعات؟ وقد جاءت الإجابة على السؤال الأول أنه كلما قضى الشخص عدد ساعات أكبر في ممارسة حرفة ما حوصر داخل طرق التفكير التقليدية التي يتبعها منذ فترات طويلة، أما السؤال الثاني فقد جاءت الإجابة عليه بكلمة واحدة "الشغف" الذي يدفع الإنسان إلى معرفة المزيد عن حرفة ما.

تُشير بعض الدلائل إلى أن الإسهامات الإبداعية تعتمد في المقام الأول على اتساع التجربة وليس عمقها فقط، وأيضاً إلى أن أحداً لم يدفع أي عالم أو فنان للانخراط في شيءٍ ما ولكن الشغف والفضول كانا المحرّك الأساسي لهذا، فالفضول هو ما يدفع الناس للبحث بداخلهم كي يصلوا إلى ما يتمنونه، وكما عبر "آينشتاين "، والذي أرغمته والدته على الالتحاق بدروس الكمان، عن الأمر قائلاً "اكتشفت النظرية النسبية عن طريق الحدس فقط، وكانت الموسيقى هي المحرك وراء هذا الحدس".

فعلى الآباء المراقبين والمتربصين معرفة أنه ليس بإمكانهم برمجة أبنائهم كي يصبحوا مبدعين، بل عليهم تركهم كي ينساقوا وراء شغفهم في الحياة وذلك إذا ما أرادوا تنشئة أطفال قادرين على الإبداع. 

 

Share blog: 
التصنيفات: 
أطفال