لاتعني الصحة النفسية خلو الإنسان من الأمراض، بل تعني التوافق الذاتي والتوافق الاجتماعي والشعور بالرضا والسعادة والحيوية والاستقرار بالإضافة إلي الإنتاج الملائم في حدود إمكانية الإنسان وطاقاته وليس مجرد الخلو من الأمراض. 

الصحة النفسية بأنها حالة إيجابية تتضمن التمتع بصحة العقل أو الجسم، وليست مجرد غياب أو خلو من الأعراض المرضية النفسية.

كما تعرف منظمة الصحة العالمية، ان الصحة النفسية هي: حالة من الراحة الجسمية والنفسية والاجتماعية وليست مجرد عدم وجود المرض.

مصادر السعادة

- تعد العلاقات الاجتماعية واحداً من أهم مصادر السعادة، والتخفف من العناء، والصحة. 

- تستمد أعلي الفوائد في هذا الصدد من الزواج، والعلاقات الوثيقة الأخري التي تتصف بدرجة عالية من الدعم . 

- تزيد العلاقات الاجتماعية من السعادة بتوليد البهجة، وتوفير المساعدة، ومن خلال الأنشطة المشتركة والممتعة. 

وهي تحمي من تأثير المشقة بزيادة تقدير الذات، وكف الأنفعالات السلبية، وبتوفير المساعدة علي حل المشاكل.

طرق تعزيز الصحة النفسية

هناك الكثير من الطرق والأساليب لتعزيز الصحة النفسية في حياة الفرد لذاته ولمن حوله، وهي على سبيل الذكر وليس الحصر: 

• الاهتمام بتلبية الحاجات البيولوجية الأساسية من طعام وشراب ونوم وراحة. 
• المساعدة على تكوين الصورة الإيجابية والاتجاه السليم نحو الذات عن طريق الإيحاءات الإيجابية للذات في جميع المواقف. 
• الاسترخاء قدر الإمكان في جميع المواقف الحياتية، والابتعاد عن مصادر القلق النفسي والتوتر والخوف. 
• الاهتمام بالمظهر العام والمحافظة على النظافة الشخصية والمظهر الأنيق والمرتب. 
• تحديد هدف واضح للحياة والسعي المستمر والدؤوب لتحقيقه. 
• التنشئة الأسرية السليمة والخالية من العنف تجاه الأطفال والمراهقين.

وقد أثبتت الدراسات وجود ارتباط وثيق بين الرضا عن العمل والشعور العام بالرضا عن الحياة، حيث يمثل العمل جانباً أساسياً من الحياة. 

فان الشخص صاحب الاستعداد العالي للسعادة والمنخفضة للشقاء يتفاعل مع الجوانب الإيجابية في الموقف حتي ولو كان الموقف صعباً، أما الشخص صاحب الاستعداد العالي للشقاء والمنخفضة للسعادة فيتفاعل مع الجوانب السلبية في الموقف فيتأزم ويشقي حتي ولو كان الموقف سهلاً.

فارتباط فكرة السعادة بعاطفة اعتبار الذات، التي هي المنظم الأعلي للشخصية. 

وعلي ذلك فالسعادة ترتبط بتكامل الشخصية، وهي تنشأ من الوحدة أو التوافق التام الموجود بين نزعات الشخص وعواطفه. ووجود هذه الوحدة يضمن توجيه الطاقة البشرية النابعة بالطبع من الاستعدادات الغريزية.

في الإرشاد والعلاج النفسي إلي أن تخفيف مشاعر الشقاء لاتكفي لجعل الإنسان سعيداً، فكثير من الناس لا يكونوا سعداء بمجرد انطفاء مشاعر الشقاء، عندهم ويحتاجون إلي تنمية مشاعر السعادة عندهم بإدخال الفرح والسرور إلي نفوسهم. وهذا يدعو المرشدين والمعالجين النفسيين إلي عدم الوقوف في الإرشاد والعلاج النفسي عند تخفيف معاناة المضطربين نفسياً من الشقاء، والعمل علي تنمية المشاعر الإيجابية والأفكار التفاؤلية الجالبة للفرح والسرور والرضا بالحياة عندهم، حتى تنمو صحتهم النفسية ويشعروا بالسعادة.

نصائح في الصحة النفسية 

يوجد العديد من النصائح للصحة النفسية، منها:

• مارس التمارين الرياضية التي تنشط وتزيد الطاقة الإيجابية في الجسم، فالصحة البدنية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية. 
• مارس الهوايات التي تفضلها فذلك يزيد طاقتك الإيجابية ويبعث في نفسك السعادة. 
• ابتعد عن الممارسات السيئة التي تسبب الضرر الجسدي والنفسي. 
• ابتعد عن الضغط النفسي، والتوتر، والقلق فذلك يؤذي الصحة النفسية بشكل كبير. 
• عند تعاملك مع شخص لا تحبه لا تحاول الانفعال عندما يحاول استفزازك ولا تبدي أي موقف، وإنما انتظر لينهي حديثه ثم أنهي الحديث بابتسامة.
• لا تحاول مهاجمة أي شخص يهاجمك بل حاول جذب انتباهه بمناداته باسمه. 
• شارك في أعمال الخير والعطاء ومساعدة الآخرين والأعمال التطوعية، فعند رؤية السعادة على الآخرين يشحن الصحة النفسية بشكل إيجابي. 
• تعلم شيئاً جديداً كل فترة، كتعلم لغة جديدة، أو مهارة ما؛ لأن ذلك سينشط عقلك ويدفعك لتتعامل مع ما حولك بطريقة مختلفة.
• فكر بطريقة ايجابية وابتعد عن التفكير السلبي فذلك سيشحن جسمك بشحنات سلبية تؤثر على طاقتك السلبية. 
• استرخ في أوقاتٍ مختلفة، فلا تبخل على نفسك بلحظات من الصفاء الذهني والجلوس في مكان بعيد عن الفوضى والضوضاء ومن أفضل هذه الأماكن: الغابات، وأماكن وجود الأشجار التي تساعد على الاسترخاء. 
• كون العلاقات الاجتماعية مع الأشخاص الإيجابيين والجيدين، وابتعد عن الشخصيات السلبية والتي لا تستطيع الانسجام معها. 
• زد ثقتك بنفسك ولا تشعرها بالنقص؛ لأن ذلك سيتعب نفسيتك جداً وستشعر دائماً بالحرج من الآخرين.