
ضربة الشمس - أعراضها وعلاجها
يهدف علاج ضربة الشمس إلى تبريد جسم المصاب للوصول إلى درجة حرارة الجسم الطبيعية، وذلك لمنع حدوث أو تقليل حدة المضاعفات المرتبطة بضربة الشمس، لا سيما أن هذه المضاعفات ترتبط في الغالب بالدماغ وببعض الأعضاء الأساسية الأخرى، وبداية يهدف علاج ضربة الشمس إلى تقليل درجة حرارة الجسم الأساسية إلى أقل من 39 درجة مئوية، وعادةً يتم قياس حرارة جسم المصاب بميزان الحرارة الشرجي مع ضرورة أخذ قراءات متتابعة بشكل ثابت، ويجب الوصول لهذه الحرارة بأسرع وقت ممكن، وبالرغم من وجود اختلاف بين الباحثين حول الوقت اللازم لخفض الحرارة إلى أقل من 39 درجة مئوية؛ إلا أن الفترة الزمنية المثالية لتحقيق هذا الهدف هو خلال 60 دقيقة من التعرض لضربة الشمس، إلى أن ارتفاع درجة حرارة جسم الإنسان إلى 40 درجة مئوية أو أعلى قد يسبب مضاعفات صحية خطيرة، وأبرزها تلف الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى، وبشكل عام يحتاج المصابون بضربة الشمس إلى دخول المستشفى ليتم فحصهم والتأكد من سلامتهم، وملاحظة أي مضاعفات قد تظهر بعد اليوم الأول.
الإسعافات الأولية:
بالرغم من وجود مجموعة من الإجراءات التي يوصى بتطبيقها منزليًا في حال التعرض لضربة الشمس، إلا أنها عادة لا تكون كافية لعلاج المشكلة تمامًا، لذلك في حال وجود مصاب تظهر عليه علامات أو يشكو من أعراض ضربة الشمس يجب الاتصال وطلب المساعدة الطبية الطارئة، أو نقل المريض بأسرع وقت إلى المستشفى، وذلك لأن أي تأخير في طلب المساعدة الطبية قد يؤدي إلى مضاعفات وخيمة تصل إلى الموت، ومن الضروري أن يبدأ الأفراد المحيطون بالمصاب بإجراءات الإسعافات الأولية لمحاولة تبريد المريض وتقليل درجة حرارة جسمه الأساسية إلى ما بين 38.3 و38.8 ريثما يصل المسعفين للمكان، وفي حال تأخر وصول طاقم الطوارئ يجب الاتصال بقسم الطوارئ من المستشفى لتلقي تعليمات إضافية حول كيفية التعامل مع الحالة، وفيما يأتي أهم الإسعافات الأولية المتبعة في حالات ضربات الشمس:
- نقل المريض إلى مكان يوجد فيه مكيف للهواء إن أمكن، أو نقله إلى منطقة باردة ومظللة على الأقل، مع ضرورة إزالة الملابس الزائدة التي يرتديها المصاب وكذلك إزالة الملابس الضيقة.
- تبليل وترطيب جلد المريض بالماء بواسطة المسح بإسفنجة مبللة أو الرش بخرطوم الحديقة ثم تسليط هواء على جسم المريض بواسطة مروحة.
- تطبيق كمادات الثلج على مناطق الجسم الغنية بالأوعية الدموية القريبة من الجلد وأهمها؛ الإبطين، وأصل الفخد، والرقبة، والظهر؛ حيث إن تبريد هذه المناطق يساهم في تقليل درجة حرارة جسم المريض.
- غمر كامل جسم المريض في حوض حمام يحتوي على الماء الفاتر، وأما بالنسبة لخيار إضافة الثلج للماء فذلك ممكن في حال كانت ضربة الشمس ناتجة عن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة أو المجهدة للغاية، بشرط ألا يكون مصابًا بأي مرض مزمن، وألا يكون من فئة كبار السن أو الأطفال الصغار.
- شرب المصاب السوائل في حال لم تكن ضربة الشمس شديدة، أما في حال كانت شديدة وتم الاتصال مع الطوارئ فيجدر عدم شرب أي نوع من السوائل، ويشار إلى أن الهدف من إعطاء السوائل هو محاولة تعويض نقص السوائل الذي حدث نتيجة ارتفاع حرارة الجسم، إضافةً إلى أهمية تعويض الأملاح التي تم فقدها في عملية التعرق، ويمكن استخدام المشروبات الرياضية لهذا الهدف، وعلى أية حال ينصح باستشارة الطبيب قبل تقديم السوائل أو أي مشروب لتعويض الأملاح للمصاب.
- الامتناع عن استخدام المشروبات الكحولية أو الغنية بالسكر بهدف تعويض السوائل؛ حيث إن هذه المشروبات قد تؤثر بشكل سلبي في قدرة الجسم على التحكم بدرجة الحرارة، كما ينصح تجنب المشروبات الباردة جدًا والتي قد تسبب تشنجات في المعدة.
- هناك حالات من ضربات الحر التي تحدث أثناء ممارسة التمارين الرياضية القوية والعنيفة ويطلق على هذه الحالة ضربة الحرارة الإجهادية أو ضربة الشمس الإجهادية أو الإنهاك الحراري، وللتعامل مع هذه الحالة يجدر بالأفراد المحيطين بالمريض مساعدته على الاستلقاء ورفع الساقين للأعلى لضمان تدفق الدم إلى القلب، مع ضرورة إزالة الملابس الضيقة وغير الضرورية عن المريض، ويمكن استخدام أسلوب غمر الجسم بحمام ثلجي لخفض الحرارة في حال كان المريض شابًا وذا صحة جيدة.
العلاج الطبي توجد مجموعة من الطرق التي يمكن للطبيب استخدامها بهدف خفض حرارة جسم المريض، وفيما يأتي أهم هذه الطرق:
- الغمر بالماء البارد: يعد غمر جسم المريض بحوض ماء بارد أو ماء مخلوط بالثلج من أكثر الطرق الطبية فعالية في خفض درجة حرارة المريض الأساسية، وفي الحقيقة تكمن أهمية السرعة في خفض الحرارة بتقليل خطر الوفاة وتلف الأعضاء.
- التبريد بالتبخير: تتم تقنية التبريد بالتبخير عن طريق رش رذاذ الماء الفاتر على جسم المريض، ثم تسليط هواء دافئ فوقه مما يؤدي إلى تبخر الماء وتبريد الجلد.
- كمادات الثلج: يمكن للطبيب استخدام أسلوب لف المريض ببطانيات مخصصة للتبريد، ووضع كمادات ثلجية على الإبط، والظهر، والرقبة، وأصل الفخد.
- إعطاء الأدوية: قد يعطي الطبيب أدوية للتقليل من الارتعاش والارتجاف في حال معاناة المصاب بضربة الشمس من ذلك، سواء كان ذلك ناجمًا عن العلاجات المستخدمة أو غير ذلك، وذلك لأن الارتعاش يقلل من فعالية العلاج ويؤدي إلى رفع درجة حرارة الجسم، وحينها يمكن استخدام أدوية معينة بحسب ما يراه الطبيب مناسبًا مثل؛ الأدوية التابعة لعائلة بنزوديازيبينات، وتجدر الإشارة إلى أهمية تجنب استخدام دواء الأسبيرين، ودواء الأسيتامينوفين في حال الاشتباه بوجود ضربة شمس لدى المريض؛ حيث إن هذه الأدوية لا تساعد على خفض درجة حرارة جسم المريض في هذه الحالة.
- غسل المعدة أو المستقيم بالماء البارد: في حال لم تنجح الطرق السابقة في خفض حرارة المريض يمكن استخدام أسلوب غسل الجسم من الداخل بالماء البارد، وذلك عن طريق دفق الماء البارد في المعدة أو المستقيم.
- المجازة القلبية الرئوية: في الحالات الشديدة التي لا تتجاوب مع أي من الأساليب الطبية السابقة قد يحتاج المريض إلى مجازة قلبية رئوية؛ حيث يتم تحويل مسار الدم للمريض من القلب والرئتين إلى آلة تجميع الدم خارج الجسم، ويتم تبريد الدم ثم إعادته إلى الجسم من جديد.
ما بعد ضربة الشمس:
يحتاج جسم المريض للتعافي الأولي من ضربة الشمس حوالي يوم إلى يومين، وفي الغالب يوصي الطبيب بقضاء هذين اليومين في المستشفى، ويمكن التنبؤ بالحاجة لوقت أطول من ذلك إذا تم اكتشاف تلف في الأعضاء، ويتوقع خبراء الطب أن الشفاء التام من ضربة الشمس وتأثيرها على الأعضاء الداخلية يتطلب فترة تتراوح بين شهرين وعام كامل، ومن الجدير بالذكر أن العلاج السريع والفعال لضربة الشمس يساعد على التعافي بدون مضاعفات في الغالب، أو قد تكون المضاعفات بسيطة مثل أن يصبح بعض المرضى أكثر حساسية للطقس الحار، أما بالنسبة لحالات ضربات الشمس التي يرافقها تلف في الأعضاء؛ فمع الأسف أن هذا التلف قد يكون دائمًا، ومن الأمثلة على ذلك تلف الدماغ، أو الرئتين، أو الكبد، أو الكلى.