مرض التوحد وأنواعه وأسبابه وأعراضه والعلاج منه

مرض التوحد وأنواعه وأسبابه وأعراضه والعلاج منه

في عصر امتلأ بعناصر التكنولوجيا ظهر مرض التوحد لدى الأطفال بنسبة قليلة ثم بدأ بالشيوع، وهو اضطراب عصبي سلوكي ينتج عن خلل في وظائف الدماغ ويظهر كإعاقة في النمو والتطور عند الطفل خلال السنوات الثلاثة الأولى من العمر ويستمر مدى الحياة وهذا المرض لا يسبب بإعاقة جسدية أو دماغية، ويتم التخفيف منه من خلال التدخل المبكر كي لا يحصل تأخر في النمو المعرفي و السلوكي. 

  • تعريف التوحّد :

التوحّد من الأمراض النفسيّة التي تؤثّر على سلوك الفرد بسبب إضطرابات تنشأ في الأجهزة العصبية للإنسان مما يؤثّر على وظائف المخ ومهارات التّواصل الإجتماعي بين الطّفل وما حوله من بيئة وأسرة ومجتمع سواء تواصل لفظي أو سلوكي.

 

  • أعراض مرض التوحد:

يمكن ملاحظة أعراض التوحد حتى قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، بعض الأطفال يتطورون بشكل سليم حتى سن عام ونصف - عامين ثم يتوقف التطور الطبيعي أو يبطئ ويفقدون جزء من المهارات المكتسبة.

أعراض مرض التوحد تشمل ما يلي:

- حركات متكررة من التأرجح أو الدوران في نفس المكان.

- تجنب الاتصال بالعين أو الاتصال الجسدي.

- لا يستجيب لأي صوت مألوف أو إلى إسمه بالإضافة لعدم الإبتسام مطلقاً مع الأم أو الأب أو الأشخاص المتواجدين باستمرار بجانبه .

- التأخر في اكتساب اللغة.

- تكرار الكلمات أو الجمل.

- الشعور بالحزن الشديد بسبب تغييرات بسيطة.

- ردة فعله للأمور تكون بطيئة ، كما أنها تكون غير إيجابية ، فهو لا بستجيب بسرعة إلى النداء أو إلى قرع جرس الباب ، كما أنه لا يفهم رنه الهاتف.

- يجد الصعوبة في البقاء بمكان واحد فيتحرك بعشوائية وبطريقة غير طبيعية ويواصل الإنتقال من مكان لآخر.

يصاب بنوبات غضب فجائية عدوانية على الأغلب ، خاصة بتغيير نشاطه اليومي أو تغيير طريقة بسيطة في حياته ومعيشته ، فهو يحب أن يتكيف مع طريقة واحدة ولا يحب التغيير .
 

ويلاحظ على الطفل المصاب بالتوحد ميزات جسدية وآخر سلوكية وتتمثل في:

الميزات الجسدية للمصابين بالتوحد:

- قد يُلاحظ على الأطفال المُصابين بالتوحد بعض التشوهات الخلقية البسيطة، مثل تشوهات في الأذن الخارجية وتشوهات أخرى.

- قد يكون لدى بعضهم القدرة على استعمال كلتا اليدين ببراعة متساوية في جميع الفترات العمرية.

- قد يلاحظ وجود شذوذ في الرسم الجلدي في بصمات اليدين (والأصابع تحديداً) مقارنة مع باقي الأطفال غير التوحديين.

الميزات السلوكية للمصابين بالتوحد:

  قصور نوعي في التفاعل الاجتماعي:

- لا يظهر الطفل التوحدي التودد والملاطفة الاجتماعية المتبادلة والمتوقعة، والتي تدل على التعلق والتفاعل مع والديه أو أفراد عائلته

فمثلاً، يلاحظ على الطفل الرضيع انعدام أو غياب الابتسامة المتبادلة والمعهودة لدى الأطفال الرضع الطبيعيين، وخاصة لدى مداعبتهم. كذلك لا يستمتع في حال قيام الأهل بحمله أو ضمه اليهم، حتى أنه لا يقوم بمد أو رفع يديه مشيراً الى رغبته بأن يُحضن أو يُرفع بين أكتاف والدته.
وعندما تحاول والدته ذلك فمن المحتمل أن يقاومها ويتلوى ويتضايق بشدة، كذلك فإنه قليل (أو لا يُحسن) التواصل مع أهله عن طريق النظرات بالأعين.

- وعندما يصل سن سنتين أو ثلاث سنوات من العمر يلاحظ عليه الانعزال والوحدة ورغبته باللعب لوحده دون سماحه لأحد (كباراً أو صغاراً) مشاركته بنشاطه.

- وفي حال إلحاق الأذى به (أي في حال جرحه أو ضربه من قبل الآخرين) أو في حال استفزازه، أو حتى إيذائه نفسياً وعاطفياً، لا يلجأ لأهله طالباً العون والسلوى والمواساة، ويلاحظ أيضاً صعوبة تمييزه لأهله أو أبويه عن باقي الناس، ولا يظهر أي قلق عندما يُترك مع شخص غريب، ومع ذلك فإنه ينزعج في حال إجراء أي تغيير في معاملته العادية.

وعندما يصل الطفل التوحدي سن الذهاب الى المدرسة (عادة ما بين سن 5 الى 7 سنوات من العمر)، فمن المحتمل أن تقل سلوكياته الانعزالية. غير أنه يعاني من نقص في مهارة كسب الرفاق، ولا يرغب حتى في اللعب معهم، وقد يلعب لوحده لكن ليس بعيداً عنهم. وتتسم سلوكياته الاجتماعية بعدم اللباقة وغير الملائمة.

- وأما من الناحية المعرفية فإن الطفل التوحدي أكثر مهارة في الواجبات والفروض المدرسية التي تتطلب استخدام حاسة البصر (المهام الحيز –  بصرية)، مقارنة مع الفروض والواجبات التي تتطلب مهارات الكلام.

- وفي سن البلوغ (اليفعنلاحظ رغبة الشخص التوحدي في إقامة علاقة  صداقة مع الآخرين من جيله، غير أن صعوبة التجاوب مع اهتمامات وأحاسيس وشعور الآخرين، تقف حجر عثرة في تحقيق أو نجاح الصداقة، وقد يصل الأمر الى أن ينبذ من قبل الآخرين بسبب سلوكياته الغريبة وغير اللبقة، مما يؤدي الى بقائه منعزلاً.

- وبخصوص الشعور العاطفي والجنسي، فإن النساء والرجال التوحديين أناس عاديون مثلهم مثل الآخرين، لديهم الرغبة العاطفية والجنسية، غير أنه بسبب عوزهم للمهارات التواصلية، يفشل العديد منهم في كسب عطف ومحبة الطرف الآخر.

- ويفتقر الشخص التوحدي الى التبادل الاجتماعي والعاطفي، ونعني بذلك عدم احساسه وتعاطفه مع مشاعر وعواطف الآخرين، سواء كانت مشاعر ود أو عداء، حزينة أو سارة، أي عدم اداركه لوجود مشاعر عند الآخرين من الناس، فيعاملهم وكأنهم قطع من الأثاث.

- كذلك لا يشعر الشخص التوحدي مع الإنسان الذي يبدو عليه الضيق، ولا يدرك حاجة الآخرين الى الخصوصية، ولا يقوم يتغيير سلوكياته بناء على السياق والتغير المجتمعي أو البيئي.

- ويتراوح حاصل ذكاء (IQ) هؤلاء الأطفال من 90 الي 110 (طبيعي)، وتكون مقدرة قراءة الكلمات عندهم فوق ما يتوقع من عمرهم. ومع ذلك فإن البعض منهم يعانون من صعوبة فهم ما يقرأون، وتتراوح نسبة الأطفال التوحديين الذين يمتازون بالقراءة من 5 الى 10 في المئة من مجموع الأطفال التوحديين، وكما ذكرت سابقاً فإن هؤلاء الأطفال يفتتنون بالأحرف والأرقام، لذلك نراهم ينجحون في تحليل اللغة المكتوبة، ونتيجة هذا يتقنون القراءة في عمر مبكر. ويلاحظ انه يكون باستطاعة بعض هؤلاء الأطفال تهجئة كلمة طويلة، مثل، برتقال، تلفزيون، قبل سن سنتين من العمر، وقراءة جملة مفيدة كاملة قبل ثلاث سنوات من عمرهم.

 

  • أنواع مرض التوحد:

الجميع مصاب بالتوحد

"التوحد" مرض عضويى يؤثر على قدرة الإنسان أن يكون اجتماعيا أو التواصل مع الآخرين، وفي الحقيقة الجميع بلا استثناء لديهم جزء ولو بسيط من الإصابة بالتوحد، كما أن للتوحد أنواع ودرجات، كما يوضح أخصائي الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين الدكتور خالد سلامة، أن هناك العديد من أنواع التوحد ومنها:

متلازمة كانير

ويطلق عليه التوحد الكلاسيكي أيضا، وهو من أكثر الأنواع انتشارا، والتي يمكن اكتشافها من عمر شهرين، حيث لا يستطيع الطفل الانتباه إلى أي شخص، كما أنه يتميز بتأخر مهارة النطق، والتمسك بالروتين، ورفض التغيير، لوا يستجيب إلى العواطف، أو المشاعر.

متلازمة اسرجر

وهو أحد أنواع التوحد، ويكون ذكاء الطفل طبيعيا، بشكل تام، ويستطيع التعلم واكتساب المفردات اللغوية، ولكنه يعاني من خلل وعدم القدرة على استخدام الكلمات في التواصل مع الآخرين، كما أنهم يعانون من عدم الرغبة في اللقاءات والانخراط في الحياة الاجتماعية، ويطلق على هذا النوع "توحد الأداء العالي"، كما يتميز أصحاب هذا النوع بالرغبة الشديدة في المعرفة والقراءة، والتحدث عن أي موضوع يهتمون به، ولا يستطيعون استيعاب المزاح، أو النكات.

متلازمة ريت

هو أحد أنواع التوحد ولكنه يصيب الإناث فقط، ويظهر الإصابة بهذا المرض بعد عمر 8 أشهر، حيث تبدأ محيط رأس الطفلة يصغر، وتبدأ في فقدان السيطرة على يديها، وتبدأ في تحريكها بصورة مبهمة وتحدث تلك الحالة بسبب حدوث طفرة جينية، ويمكن علاج تلك الحالة نسبيا إذا تم الاهتمام بها سريعا.

الانحلال الطفولي

ويكون الطفل في تلك الحالة طبيعيا حتى عمر عامين، ثم تبدأ الحالة في التدهور سريعا، حيث يبدأ الطفل في فقدان كل المهارات التي تعلمها، وقد يبدأ في التصرف بطريقة عدوانية، وميل إلى النمطية، وقد يعاني من نوبات من الغضب التي يعاني منها الأطفال المتوحدون.

اضطراب النمو الشامل

ويعاني هؤلاء الأطفال من مشاكل في التواصل الاجتماعي، والنمو بشكل عام، وتكون شبيهة بأعراض التوحد الكلاسيكي، ولكنها أخف وأقل حدة، ويعاني المريض من انعدام التواصل البصري، أو عدم القدرة على التعامل مع العواطف، ويمكن التعامل مع هؤلاء الأطفال بشكل شبه طبيعي.

 

  • أسباب الإصابة بمرض التوحد:

- ما زالت الدّراسات لم تتوصّل إلى الأسباب الرئيسيّة الكامنة وراء إصابة الطفل بالتوحّد، ولكن آخر ما توصّلت إليه البحوث هو وجود نوع من الاشتباكات العصبيّة الكثيرة التي تتلاقى فيها الخلايا العصبيّة، وذلك يؤدّي إلى وجود الطفرات المسبّبة لمرض التوحّد.

عندما يكون في العائلة حالة سابقة لمرض التوحد ، فتكون نسبة الإصابة بالتوحد أكبر من الأطفال الذي لا يملكون حالات توحد في حياتهم .

وجود مشاكل أثناء الولادة قد تكون هي المسبّب لمرض التوحد.

- إذا كان جنس الطفل ذكراً، حيث أن إمكانية إصابة الذكور أكبر من إمكانية إصابة الإناث بالتوحد .

إذا كان عمر الأب أكثر من 40 عاماً، عندما حملت المرأة بالطفل المتوحد .

- في حالة كان في سلالة العائلة حالات اضطراب نفسية وعصبية من مختلف الأشكال ،أي أن الأمر له علاقة بالأعصاب .

 

  • علاج أعراض مرض التوحد:

1. العلاج السلوكي: العلاج السلوكي يساعد الأطفال الذين يعانون من أعراض مرض التوحد على تعلم التحدث والتواصل، التطور جسديا والتعامل مع الاخرين بسهولة أكبر، البرنامج السلوكي يشجع النشاطات الإيجابية ويستبعد السلوكيات السلبية.

هناك نهج اخر يعمل على العواطف والمهارات الاجتماعية من خلال اللعب ببطاقات الصور والوسائل البصرية الأخرى.

2. الأدوية: لا يوجد علاج دوائي ضد أعراض مرض التوحد نفسه، ولكن هناك أدوية  يمكن أن تساعد في معالجة بعض الأعراض.

أدوية المكافحة الذهانية يمكن أن تساعد الذين يعانون من مشاكل سلوكية خطيرة مثل العدوانية، إيذاء الذات ونوبات الغضب، الأدوية التي تساعد ضد نوبات التوحد يمكن أن تساعد هي أيضا وتصف أحيانا مضادات الاكتئاب للأطفال لتخفيف بعض من هذه الأعراض.

3 . التدخل الحسي: الأطفال المصابون بالتوحد قد يكونون حساسين جدا للروائح، الأصوات، اللمس، الذوق ومشاهد معينة.

على سبيل المثال، فإنهم قد يشعرون بشعور سيئ نتيجة تعرضهم للأضواء اللامعة جدا أو يشعرون بعدم الارتياح من سماع قرع جرس الفرصة في المدرسة، مساعدة هؤلاء الأطفال على مواجهة هذه المحفزات الحسية تحسن بشكل ملحوظ سلوكهم.

 

العلاجات البديلة

ونظرا لكون مرض التوحد حالة صعبة جدا ومستعصية ليس لها علاج شاف، يلجأ العديد من الأهالي إلى الحلول التي يقدمها الطب البديل (Alternative medicine)، ورغم أن بعض العائلات أفادت بأنها حققت نتائج إيجابية بعد علاج التوحد بواسطة نظام غذائي خاص وعلاجات بديلة أخرى، إلا أن الباحثين لا يستطيعون تأكيد، أو نفي، نجاح هذه العلاجات المتنوعة على مرضى التوحد.

بعض العلاجات البديلة الشائعة جدا تشمل:

- علاجات إبداعية ومستحدثة.

- أنظمة غذائية خاصة بهم.

 

Share blog: 
التصنيفات: 
صحة وطب