مرضي السكري والصيام

مرضي السكري والصيام

الصوم يعتبر لدى الكثير من الناس أحد العلاجات البديلة لإزالة السموم في الجسم، كما قد يكون الصيام بسبب إنشغال الشخص ونسيانه تناول الأطعمة والوجبات، بالنسية لمرضى السكري قد يحمل الصوم بعض المخاطر الصحية، لأن ذلك قد يرفع مستويات السكر في الدم بسرعة بسبب غيات تعاطي الأدوية الخاصة بالمرض. إن غياب الأنسولين يؤدي إلى حرق الجسم للدهون المخزنة فيه وينتج عن هذه العملية مواد سامة يطلق عليها الأحماض الكيتونية وزيادة نسبة هذه الأحماض في الدم يؤدي أعراض سلبية عديدة على الصحة أهمها الشعور بالعطش الشديد والتبول كثيراً. ويحتاج مريض السكري في رمضان إلى طريقة خاصة في العلاج، حتى لا يتعرض لمضاعفات، وعليه لابد من متابعة الطبيب المعالج والالتزام ببعض النصائح. 

والذي يتَّفق عليه كثيرٌ من الأطبَّاء المسلمين، نتيجة الخبرة العملية والدراسات العلمية، أنَّ مرضى السكَّري بالنسبة للصيام أصناف:

- الصنف الأوَّل:

مرضى السكَّري من النوع الثاني (غير المعتمد على الأنسولين):

وقد أُجريت لأجلهم عدَّةُ دراسات علمية أكَّدت كثيرٌ منها أنَّ مرضى السكَّري من النوع الثاني يمكنهم الصيام في رمضان بأمان ودون مضاعفات ولله الحمد. بل أشارت بعضُ هذه الدراسات إلى أنَّ معدَّلَ سكَّر الدم قد تحسَّن لدى بعض المرضى، وهذا ما لم تثبته دراسات أخرى؛ فقد أُجريت دراسةٌ (خَطيبـي 2001) على 33 صائماً من النوع الثاني من مرض السكَّري، وقارنت نسبةَ السكَّر قبل رمضان وفي أثنائه وبعدَه، فلم يلاحَظ أيُّ فرق, بل وُجِد أنَّ الصائمين تَحسَّن مستوى السكَّر لديهم.

- الصنف الثاني:

مرضي السكري من النوع الأول (المعتمد علي الانسولين):

لاينصح الأطباء مريض السكري بالصيام، خصوصاً إذا كان معتمداً على الأنسولين، تصر نسبة كبيرة من المرضى على الصيام، مما دعا إلى التركيز على اهمية استشارة المريض طبيبه قبل الصيام والتنسيق معه لاتباع طرق الصيام بشكل صحي يحميه من المضاعفات التي يمكن التعرض لها كمريض سكري نتيجة صيامه ولابدَّ من أن تكونَ الحالةُ الصحِّية للمريض مستقرَّةً قبل رمضان، وألاَّ يكون السكَّري من النوع المتذبذب، الذي تُصاحبه حالاتُ انخفاض أو حموضة كيتونية متكرِّرة.

ويؤكد الدكتور بلال عمر، أستاذ الباطنية بمعهد السكر والغدد الصماء، أن هناك نصائح عامة لمرضى السكري، قائلاً: “في أول يوم رمضان يجب قياس السكر الساعة 12 ظهرًا، أثناء الصيام،  فإذا كان أقل من 70 أو أكثر من 300، فلا يحق للمريض الصيام ويجب مراجعة الطبيب، لأن النسبة أقل من 70 تؤدي إلى غيبوبة ومن ثم الوفاة وأكثر من 300 تؤدي إلى زيادة جلطات المخ والضغط”. 
  
وأشار الدكتور إلى أنه إذا شعر مريض السكر بأي تعب أو إرهاق أثناء الصيام له أن يفطر دون تحليل ويسمح له بثلاث تمرات فقط في اليوم. وأوضح أنه على المريض تناول العصائر البديلة مثل (التمر- الليمون – والبرتقال) بدلاً من قمر الدين والخشاف ولابد من تناول وجبة السحور ولو علبة زبادي، وتقليل التعرض للشمس لعدم فقدان السوائل، وعدم الإكثار من الحلويات أهم من منع تناولها، والإكثار من الشوربة والسلطة والزبادي. 
وبخصوص الشباب،فانه عليهم عدم ممارسة الرياضة أثناء الصيام وهناك نصائح خاصة لنوعية معينة من مرضى السكر، مثل الحوامل، فلا بدّ لهن من الإفطار. 
وأن مرضى الكلى والقلب المصابون بالسكري يجب أن يشربوا كمية كافية من السوائل حتى لاتحدث لهم مضاعفات ومرضى الكلى يجب أن تكون كمية البول لديهم كافية وأن يقوموا بإجراء تحليل وظائف كلى أثناء رمضان

وأن المرضى الذين يعاجلون بالأنسولين قبل الإفطارغير مصرح لهم بالذهاب إلى المسجد وصلاة المغرب، ويجب عليهم الأكل بعد المغرب وقبل الصلاة، أما السيدات اللواتي يعالجن بالأنسولين قبل الإفطار، فيجب عليهن الابتعاد عن بذل أي جهد أو الوقوف في المطبخ بعد أخذ الأنسولين حتى تناول الإفطار. 
  
وأخيرا يجب قبل الصيام أن تأخذ مشورة الطبيب أو الخبير الغذائي حول كيفية تناول الأدوية وجرعاتها والأوقات المناسبة ، حيز يمكن زيادة الجرعات وتغير أوقاتها بما يتناسب مع صومك.

وأن التحلي ببعض الحذر والإحتياطات الطبية وأخذ مشورة الطبيب وخبير التغذية يضمن لك عزيزي مريض السكر صوماً صحياً ووآمناً.

 

Share blog: 
التصنيفات: 
صحة وطب