حقوق الأباء علي الوالدين (بر الوالدين)

حقوق الأباء علي الوالدين (بر الوالدين)

حق الوالدين على الأبناء لا يستطيع أن يحصيه إنسان، فهما سبب وجود الأبناء والبنات بعد الله عز وجل في هذه الحياة المتعبة، ولن يستطيع الأبناء أن يحصوا ما لاقاه الأبوان من تعب ونصب وأذىً ومشقة، وسهر وقيام، وقلة راحة وعدم اطمئنان من أجل راحة الأبناء والبنات وفي سبيل رعايتهم، والعناية بهم، فسهر بالليل، ونصب بالنهار، ورعاية واهتمام بالتنظيف في كل وقت وحين، وحماية من الحر والبرد والمرض، وتعهد وتفقد لحالة الأبناء من جوع وشبع، وعطش وروى وكساء، وتحسس لما يؤلمهم فهما يقومان بالعناية بالإبن أشد عناية.

ولا تكون الأسرة لولا وجود الوالدين، والذي جعلهما الله سُبحانهُ وتعالى سبباً من أسباب تكوين الأُُسر ووجود الذريّة التي هيَ سبب الحياة على الأرض ونشأة المُجتمعات، وفي هذا الموضوع سنتحدّث عن أهمّ حقوق الوالدين على أبنائهم، وبلا شكَّ فإنَّ المصدر الرئيسي في توجيه الأبناء نحو برّ الآباء وطاعتهم هو التشريع الربّاني المتمثّل بالقرآن الكريم وبالسنّة النبويّة.
وبر الوالدين لا يكون إلا في حدود ما أجازه الله، أما أن يطيع المسلم والديه في معصية، فهذا لا يجوز، حتى لو أصرا عليه؛ لأنه لا طاعة لمخلوق مهما كان في معصية الخالق.

ومن أوجه برّ الوالدين

  • توفير أفضل سبل الراحة لهم، والاعتناء بهم طبيّاً بالشكل الأمثل.
  • معاملتهما بطريقة حسنة وترضي الله، وأن لا نتعامل معهما بشدّة، وأن لا نرفع أصواتنا عليهما.
  • المحافظة عليهما أثناء كبرهما من خلال تقديم السكن الملائم لهما، وتقديم كلّ ما يحتاجونه من احتياجات أخرى، ومعاملتهما بطريقة تليق بهما في كبرهما حتى يرحمنا أبناؤنا عندما نصبح كباراً في السن.
  • خفض الصوت عند الحديث معهما .
  • الإصغاء إليهما وذلك عن طريق مقابلتهما ببشاشة عند تحدثهما، وعدم مقاطعة حديثهما، والحذر من اتهامهما بالكذب، أو ردّ حديثهما.
  • الفرح بأوامرهما وعدم التضجّر والتأفف في وجههما، وذلك لقوله تعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا) سورة الإسراء،23 .
  • الإنفاق عليهما، فواجب المسلم الانفاق على أهله في حالة عجزهما وأن لا يعدّ ذلك نوعاً من الصّدقة، فنفس الإنسان وماله هي لأبويه كما بيّن النّبي الكريم ذلك بقوله لرجل جاءه يشكو والده (أنت ومالك لأبيك).
  • إجتناب ما يكرهون من الأفعال والأقوال، فالمسلم الحريص على برّ والديه تراه يتحرّى ما يرضي والديه من القول والعمل ويتجنّب ما يبغضهما.
  • تخصيص مكان جيّد في البيت لهم، وعدم وضعهم في مكان سيّء، وهذا ينطبق على توفير الغذاء الجيد لهم، فلا يجوز التقصير في احتياجاتهم الأساسيّة التي تهمهم بشكل كبير.
  • الدعاء لهما فدعاء الأبناء لوالديهما هو بمثابة عمل خير لهما، كما قال رسول الله تعالى: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، ويجب قول الصدق لهما دون تزويغ الحقيقة، مع عدم مجادلتهما فيما يقولان.
  • شكر الوالدين باستمرار والثناء عليهما والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة جزاءً لما تكبّداه من عناء تربية الأبناء مُنذ صغرهم، كما قال الله تعالى في سورة الإسراء: " وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"

أخيراً لا بدّ من التّذكير بأنّ عقوق الوالدين هو من كبائر الذنّوب التي تهلك الإنسان وتقرّبه من العذاب فليحرص المسلم على برّ والديه حتّى ينال رضا الله تعالى ومحبّته.

 

Share blog: 
التصنيفات: 
نصائح